بعد 3 جلسات صعود.. الذهب يتراجع في البورصة العالمية ليسجل أدنى مستوى عند 2308 دولارات للأونصة
تراجع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الخميس وذلك بعد 3 جلسات متتالية من الارتفاع، يأتي هذا بعد اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي أظهر تغير توقعات أعضاء البنك تجاه مستقبل أسعار الفائدة الأمر الذي قلص من مكاسب الذهب يوم أمس ودفعه اليوم إلى الهبوط.
وانخفض سعر أونصة الذهب العالمي اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أدنى مستوى عند 2308 دولارات للأونصة، وافتتحت جلسة اليوم عند 2325 دولارا للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2315 دولارا للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
ويوم أمس ارتفع سعر الذهب ليسجل أعلى مستوى منذ بداية الأسبوع عند 2341 دولارا للأونصة قبل أن يقلص مكاسبه ويغلق عند المستوى 2325 دولارا للأونصة ليزيد من الضغط السلبي على الأسعار اليوم.
وصدر يوم أمس عن الاقتصاد الأمريكي بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن شهر مايو والتي أظهرت تراجع في معدلات التضخم، بشكل تزايد معه توقعات الأسواق لخفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمر الذي كان إيجابيا بشكل كبير لأسعار الذهب ودفعه إلى الارتفاع.
ولكن بعد صدور نتائج اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي تأثر الذهب بشكل سلبي ليعود ويفقد جزءا كبيرا من مكاسبه، وذلك بعد أن أعلن الفيدرالي عن توقعات أعضائه الذين يرون خفضا واحدا فقط للفائدة خلال عام 2024 بمقدار 25 نقطة أساس.
وأشار رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول أن أعضاء البنك متمسكون بضرورة انتظار المزيد من الأدلة على تراجع التضخم بشكل مستدام، وأن بيانات التضخم التي صدرت يوم أمس لم تغير من رأي أعضاء البنك.
حالياً أصبح التسعير في الأسواق على خفض واحد لأسعار الفائدة الأمريكية هذا العام، وبنسبة كبيرة قد يكون هذا الخفض خلال اجتماع البنك الفيدرالي في شهر ديسمبر، وهو ما يحد من فرص الذهب لتحقيق المكاسب، خاصة في ظل تعليقات أعضاء البنك الفيدرالي السابقة، التي أشارت جميعها إلى عدم جدوى العجلة في خفض الفائدة الأمريكية.
اليوم تصدر بيانات مؤشر أسعار المنتجين عن الولايات المتحدة الأمريكية عن شهر مايو، والذي يعد مقياسا للتضخم من وجهة نظر الشركات والمصنعين، ولكن قد يكون تأثيره أقل من التحركات التي شاهدناها يوم أمس.
أسعار الذهب الآن تواجه نطاق تداولات يضيق مع الوقت، وسيكون على سعر الذهب الخروج من هذا النطاق وتحديد اتجاه واضح للتداول، وبعد أحداث الأمس نجد أن الضغط السلبي قد تزايد على أسعار الذهب، خاصة بعد أن فقد الدعم من توقف الصين عن مشتريات الذهب خلال شهر مايو الماضي.
يمكن القول إنه إذا توقفت الصين عن شراء الذهب لشهر جديد سيكون هذا بمثابة دفعة سلبية كبيرة لأسعار الذهب، ولكن كل التوقعات حتى الآن تشير إلى أن الصين ستستكمل مشترياتها من المعدن النفيس.
البيانات الأخيرة التي صدرت عن مجلس الذهب العالمي تظهر تراجع زخم الذهب في شهر مايو واستمرار تراجعه حتى الآن في شهر يونيو.
فقد سحبت الصناعة ما يصل إلى 82 طن ذهب من بورصة شنغهاي للذهب فيما يعد انخفاضا على المستوى الشهري والسنوي، الأمر الذي يدل على تأثر الطلب في الصين سلباً بسبب ارتفاع مستويات الأسعار التي سجلت مستوى تاريخيا عند 2450 دولارا للأونصة في مايو الماضي.
كما لم يعلن البنك المركزي الصيني عن مشتريات للذهب خلال شهر مايو الماضي وبذلك يكون قد أنهى سلسلة مشتريات استمرت 18 شهرا متتاليا، ليصل إجمالي احتياطيات الذهب المعلنة حتى الآن إلى 2264 طنا أو بنسبة 4.9% من إجمالي احتياطيات الصين، وهو يظل أعلى مستوى احتياطي للذهب لدى الصين على الاطلاق.